لم تكن سماء البحيرة، أمس، تنذر فقط بشتاء غزير وصوت رعد مزعج، بل حملت
معها قدرًا موجعًا أعاد للناس حقيقة أن الحياة قد تتغير في لحظة واحدة.
دقائق قليلة كانت كفيلة بأن تتحول قرى هادئة إلى بيوت يخيم عليها البكاء
والحزن، بعد وفاة ثلاثة شباب وإصابة سيدة نتيجة صواعق برق مفاجئة.
وفاة شاب وإصابة سيدة في دمنهور بسبب البرق
في قرية زاوية غزال بمركز دمنهور، اعتاد أنور فتحي (34 عامًا) أن يبدأ يومه
مبكرًا في أرضه، يعمل بصمت ويزرع أملًا لمستقبل أبنائه.
لكن مع اضطراب الجو وسماع أصوات الرعد، سقطت صاعقة مفاجئة أصابته مباشرة،
ليفارق الحياة في لحظتها وسط أرضه التي كان يعتبرها بيته الثاني.
الشاب أنور فتحي
في نفس القرية، أصيبت هاجر سلامة شعبان (27 عامًا) بحروق في الذراع والفخذ
أثناء تواجدها بالقرب من المنزل وقت العاصفة. نجت من الموت، لكن آثار الذعر
والصدمة ما زالت تلاحقها.
وفاة طفل وحماره بسبب البرق في إيتاي البارود
وفي إيتاي البارود، كان عبدالرحمن عيد (13 عامًا) يقضي نهارًا عاديًا في
أرض أسرته يساعدهم، كعادة أبناء الريف الذين يكبرون قبل أوانهم.
الطفل عبد الرحمن عيد
لم تمهله صاعقة قوية جاءت فجأة، فسقط على الأرض، ورحل في صمت، حتى الحمار
الذي كان يرافقه أخذ نصيبه من القدر ذاته، ووقع بجواره.
وفاة شاب بسبب البرق في كفر الدوار
وفي قرية العرقوب بكفر الدوار، لم يصدق أحد ما حدث مع أحمد فرج سعيد (23
عامًا)، شاب في مقتبل العمر، يحلم بمستقبل أفضل ويسعى لتحقيقه، لكن الصاعقة كانت
أسرع من كل خططه وأحلامه، فأخذته في لحظة لم يتوقعها أحد.




