أحمد الأحمدي يحصل على مليون دولار تبرعات بسبب ما فعله في هجوم سيدني

8441833394159202512160228592859
ا

 

 

في لحظة فارقة بين الحياة والموت، تحوّل رجل بسيط يعمل بائع فواكه إلى رمز عالمي للشجاعة ونكران الذات. السوري أحمد الأحمد، الذي لم يكن يبحث عن بطولة أو شهرة، وجد نفسه في قلب واحدة من أكثر حوادث إطلاق النار مأساوية في أستراليا، ليكتب بفعله الإنساني فصلًا نادرًا من التضحية، أثمر تضامنًا شعبيًا تجاوز حدوده الجغرافية، وتُوِّج بتبرعات فاقت المليون دولار.

 

بطولة في مواجهة الرصاص

مساء الأحد، وعلى شاطئ بوندي الشهير في سيدني، اندلع إطلاق نار جماعي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. في خضم الفوضى، اتخذ أحمد الأحمد (43 عامًا) قرارًا بالغ الخطورة؛ إذ اندفع نحو المهاجم، واشتبك معه جسديًا، قبل أن ينجح في نزع سلاحه. لقطات مصورة وثّقت اللحظات الحاسمة، حيث ظهر الأحمد يتسلل عبر موقف سيارات، ثم يواجه المسلح بشجاعة نادرة، في مشهد حبست الأنفاس وألهم الملايين.

 

إصابة ونقل إلى المستشفى

دفع الأحمد ثمن شجاعته بإصابته بطلقين ناريين في الكتف، نُقل على إثرهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. الأحمد، الأب لطفلين وصاحب متجر فواكه، لم يكن مسلحًا ولا مدربًا عسكريًا، بل مواطنًا عاديًا تحرك بدافع إنساني خالص لإنقاذ الآخرين.

 

كلمات وداع قبل المواجهة

قبل لحظات من اندفاعه، أبلغ الأحمد ابن عمه، جوزي علكنج، باستعداده للتضحية بحياته. يقول علكنج: “قال لي: سأموت… أرجوك اذهب لرؤية عائلتي وأخبرهم أنني قُتلت لأجل إنقاذ حياة أناس”. كلمات تختصر عمق الإيمان بالواجب الإنساني في أقسى الظروف.

 

تضامن عالمي وتبرعات قياسية

اللقطات المتداولة على نطاق واسع أشعلت موجة تضامن عالمية، تُرجمت إلى حملة تبرعات عبر منصة “GoFundMe” لدعم الأحمد وأسرته. خلال وقت قياسي، تجاوزت التبرعات حاجز المليون دولار أميركي، بمشاركة أكثر من 18 ألف متبرع، بينهم الملياردير الأميركي بيل أكمان الذي ساهم بمبلغ 100 ألف دولار، وفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

 

إشادة رسمية بشجاعة نادرة

رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، أشاد ببطولة الأحمد، مؤكدًا أن “المزيد من الأرواح كانت ستُفقد لولا شجاعته ونكرانه لذاته”. كلمات رسمية عكست تقديرًا عامًا لفعل إنساني غيّر مجرى الأحداث.

 

حصيلة مأساوية وتفاصيل الهجوم

الهجوم الذي هزّ سيدني أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وإصابة العشرات. وقد قُتل منفذ الهجوم، ساجد أكرم (50 عامًا)، على يد الشرطة في موقع الحادث، فيما نُقل ابنه نافيد (24 عامًا)، وهو المسلح الثاني، إلى المستشفى.

 

قصة أحمد الأحمد ليست مجرد خبر عاجل، بل شهادة حيّة على قدرة الفرد على صناعة الفارق في أحلك اللحظات. بين رصاص عشوائي وخوف جماعي، اختار رجل بسيط أن يقدّم حياته درعًا للآخرين. ومع كل تبرع وصل، لم يُكافأ فعل الشجاعة فحسب، بل جرى التأكيد مجددًا على أن الإنسانية، حين تُختبر، قادرة على الانتصار.