المتهم بإغراق ابنته في البانيو يتوسل للقاضي للحكم بإعـ.دامه

ا

 

 

قضت الدائرة "4" جنايات بمحكمة جنوب الجيزة، بمعاقبة جامع خردة بالسجن المؤبد، بتهمة قتل طفلته "خديجة" غرقًا داخل "بانيو" للانتقام من زوجته نتيجة خلافات بينهما في قرية المنصورية بمنشأة القناطر شمال الجيزة.

 

ترأس هيئة الدائرة المستشار طارق خميس محمد رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أسامة عبد الخالق إبراهيم ومحمد حسن عبد السميع وأمانة سر عبد العزيز مناع وعصام حسين.

 

وأسندت النيابة العامة للمتهم "أحمد صابر" ـ جامع خردة ـ في القضية رقم 79 لسنة 2025 جنايات مركز إمبابة والمقيدة برقم 9 لسنة 2025 كُلى شمال الجيزة، تهمة قتل نجلته الطفلة المجنى عليها "خديجة"، عمدًا مع سبق الإصرار وذلك إثر خلافات زوجية، وذلك باليوم التاسع من سبتمبر 2024 في قرية المنصورية منشأة القناطر شمال الجيزة.

 

وذكرت النيابة العامة أن "أحمد" الأب المتهم بيت النية وعقد العزم على إزهاق ورح نجلته ونسج مخططا إجراميًا أنفذه، حيث قام باصطحاب نجلته من مسكن والدتها إلى مسكنه وما أن اختلي بها أعد حوض "بانيو"، وغمره بالمياه واضعا رأس المجنى عليها داخله حتى لفظت أنفاسها الأخيرة مُحدثا إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية قاصدًا من ذلك قتلها غرقا على النحو المبين بالتحقيقات.

 

واستمعت النيابة لأقوال "حبيبة"، والدة الطفلة وشهدت بأن تجمعها علاقة زوجية بالمتهم دامت بضع سنوات والتي أثمرت عن إنجابها الطفلة المتوفاة إلي رحمة مولاها، وقد تخللت مدة زواجهم خلافات أرجعت سبب بعضها إلى قعوده عن طلب الرزق والاتفاق والبعض الآخر إلى سوء خليقته وإساءته معاملتها، وقد آلت تلك الخلافات بينهما إلي تأتيها بنفسها ونجلتها المجني عليها عن المتهم وانتقالهما للسكن رفقة أهليتها "والدها".

 

 

 

وأضافت بالتحقيقات أن زوجها المتهم خلال فترة انتقال نجلته للعيش معها أعتاد اصطحابها على فترات لقضاء بعض الوقت معه، وأنه في يوم الواقعة اصطحب الطفلة المجني عليها إلى الشقة السكنية خاصته - كعادته - ثم علمت في وقت لاحق بذات اليوم من أهلية زوجها بأن طفلتها المجني عليها لاقت حتفها على يد زوجها المتهم بإغراقها في حوض الاستحمام "البانيو".

إذ بمواجهتها بما تبينته النيابة العامة خلال المعاينة من كتابات على حائط مسكن الزوجية خاصتها وآثار احتراق على البساطين البلاستيكية قررت بأن زوجها المتهم هوالقائم بتدوين تلك العبارات إلا أنها لا تقف على سبب ومناسبة تدوينة إياها، بيد أنها شهدت بسابقة أن أفضي إليها زوجها بأن له معشوقة من الجان تحدوه إلى اختصام زوجته والتعدي عليها ضربا وطردها من مسكن الزوجية، كما أضافت بأن زوجها المتهم هو القائم بإضرام النيران بمسكنهم دون وقوفها على السبب.

 

واستمعت النيابة لأقوال "وفاء" والدة المتهم وجدة الطفلة المجني عليها، وأكدت في أقوالها، وجود خلافات زوجية فيها بين المتهم وزوجته منذ عدة أشهر وتعرضه على إثر تلك الخلافات لضائقة مالية واضطرابات نفسية تجلت في اعتزاله المأكل والكلام كما سبق له تهديدهم بإحراق المنزل سكنهم وإتلاف زراعات الخاصة بوالده.

 

 

وأضافت الأم أن نجلها اعتاد إحضار نجلته الطفلة لقضاء بعض الوقت معه بالشقة السكنية خاصته، وبيوم الواقعة قام باصطحابها إلى الشقة وبعد مرور دقائق أبصرته يهرول مسرعًا ويردد عبارات غير مفهومة كعادته "أنا شوفتها جنية .. أنا قتلتها"، و بصعودها لشقته رفقة شقيقه ووالده فعثروا على الطفلة "خديجة" متوفاة داخل البانيو ولم يتمكنوا من إنقاذها ففارقت الحياة.

 

ثبت بتقرير الصفة التشريحية الخاص بالطفلة المجنى عليها "خديجة"، أن الوفاة حدثت نتيجة إسفكسيا الغرق صاحبها من فشل بوظائف التنفس وتوقف عضلة القلب مما أدى إلى الوفاة ، ولا يوجد فنيا ما يمنع وجواز حدوث الواقعة وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة وفي تاريخ معاصر لتاريخ الواقعة.

 

أودعت المحكمة الجاني بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالعباسية لإعداد تقرير طبي نفسي عن حالته، لتحديد مدى مسئوليته الجنائية حول ارتكاب الجريمة، إذ تبين من التقرير الذي أعدته اللجنة، أنه لا يعاني من اضطراب، ولا يوجد لديه أي نوع من الهلاوس أو أي سلوك هلوسي، كما أن ذاكرته جيدة للأحداث القريبة والبعيدة، ولكنه يتعمد الكذب والمراوغة في الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه، ذكاؤه في حدود المتوسط الطبيعي بالتقدير الاكلينكي، لا يعاني من أي أعراض دالة على وجود اضطراب عقلي أو نفسي في الوقت الحالي أو وقت ارتكابه الواقعة محل الاتهام يفقده أو ينقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز، قادر على الإدراك والاختيار والتمييز بين الصواب والخطأ، يدرك قيمة الأفعال وعواقبها.

 

ثبت بتقرير الصفة التشريحية الخاص بالطفلة المجنى عليها "خديجة"، أن الوفاة حدثت نتيجة إسفكسيا الغرق صاحبها من فشل بوظائف التنفس وتوقف عضلة القلب مما أدى إلى الوفاة ، ولا يوجد فنيا ما يمنع وجواز حدوث الواقعة وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة وفي تاريخ معاصر لتاريخ الواقعة.

داخل الزنزانة كتب "أحمد" رسالة ندم يترجى فيها القاضي أن يقضي بإعدامه، لما ارتكبه بحق ابنته: "أرجوك أنا عايز إعدام عشان أنا لسه بخاف ودماغي تفكر لوحدها ومش عارف اتحكم فيها .. أنا اللي اتحولت على بنتي لما شوفت حاجة على جسمها خنقتها بأيدي في البانيو".

 

وأحال المستشار تامر صفي الدين، المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة الكلية، الأب المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة، والتي ادانته بالسجن المؤبد، عما أسند إليه من اتهام بقتل طفلته الصغيرة غرقًا داخل البانيو في شقته.