أقدمت الطفلة حور محمد فتوح بدران، الطالبة بالمرحلة الابتدائية في مدرسة تجريبية بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، على التخلص من حياتها بالقفز من شباك الفصل بالمدرسة بالطابق الثالث بسبب تعرضها للتنمر والاعتداء المتكرر من مجموعة من زميلاتها داخل المدرسة.
ملابسات التنمر
والاعتداءات المتكررة
تفيد الشكاوى
بأن الطفلة تعرّضت للضرب والإهانة لمرات متعددة نتيجة لون بشرتها الأسمر وشعرها
المجعّد وارتدائها نظارة نظر، حيث افتعل بعض التلاميذ معها خلافات متكررة واعتدوا
عليها بالضرب والسب. حاولت والدة الطفلة مرارًا التقدّم بشكاوى لإدارة المدرسة
وإبلاغ الأخصائية الاجتماعية دون أن يُتخذ أي إجراء رادع يُنهي تلك الاعتداءات.
محاولات الأم
للتدخل وغياب الاستجابة
كذلك لجأت ولية
الأمر إلى التواصل مع أولياء أمور زميلات ابنتها عبر جروب الفصل لحثهن على توجيه
بناتهن لنبذ مثل هذه السلوكيات والتعامل مع حور بلطف، لكن الرسائل لم تلقَ تجاوبًا
فعليًا، واستمر التلاميذ في تكرار الأفعال المؤذية. وعندما نصحت الأم ابنتها
بالدفاع عن نفسها في مواجهة الإساءات تحركت الأمور نحو تصعيد أكبر.
تصاعد العنف
داخل المدرسة وتدخل أقارب التلاميذ
عند محاولة
الطفلة الدفاع عن نفسها، ذكرت الشكاوى أن إحدى التلميذات أحضرت شقيقها الأكبر
طالبًا بالمدرسة، فاشترك الاثنان في ضرب حور داخل الفصل، ثم تكرر الأمر لاحقًا مع
عودة الطفلة إلى البيت متضررة ومكسورة قلمها. وأوضح الأب أنه توجّه إلى المدرسة
لمحاولة حل الخلاف واحتواء الموقف، إلا أن الاعتداءات استمرت. كما يُشير النص إلى
أن خمس تلميذات أخريات حرضن صفًّا من الزملاء على نبذ حور وعدم مد يد المساعدة أو
المشاركة معها في الأنشطة، وهددوا من يخالفهم بالتعرض للضرب.
محاولات دفاع
وشهود وتحركات محدودة من الإدارة
رغم وجود بعض
الشهود الذين استنكروا اعتداءات التلاميذ وحاولوا الدفاع عنها، وحضور الأخصائية
والمشرفة لمشاهدات تبادل الضرب وتدخل لاحتواء المشاجرة، بقيت الطفلة تشعر بالظلم
والوصم والاحتقار من تصرفات زملائها، مما أثر في نفسيتها بشدة.
محاولة انتحار
وإسعافها في اللحظة الأخيرة
بلغت حدة
المعاناة حدًّا خطيرًا عندما حاولت الطفلة إلقاء نفسها من نافذة الفصل في محاولة
لإنهاء معاناتها، لكن معلمة الفصل لاحظت الموقف وأنقذتها في اللحظات الأخيرة،
لتتحول الواقعة إلى حالة استغاثة تطالب بمحاسبة كل المقصّرين في اتخاذ الإجراءات
الوقائية والتربوية منذ البداية.
مطالبات
بالمحاسبة وتخوف من عدم تحرك الجهات الرسمية
يُطالب والد
الطفلة بالتحقيق ومساءلة المسئولين عن المدرسة لعدم اتخاذهم إجراءات حاسمة في
مواجهة الاعتداءات منذ بدايتها، كما حمّل بعض أولياء الأمور الذين حرضوا بناتهم
المسؤولية عن تفاقم الموقف. وأوضح الأب أنه أرسل فاكسات ومخاطبات رسمية إلى وزارة
التربية والتعليم ونجدة الطفل والمجلس القومي للمرأة ومجلس الوزراء للمطالبة
بالتدخل، إلا أنه لم يتلقَ استجابة، مما زاد من خوف الطفلة وامتناعها عن الذهاب
إلى المدرسة.
