شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن مشهداً استثنائياً مع وصول الرئيس السوري
أحمد الشرع إلى البيت الأبيض عبر ممر جانبي بعيد عن التغطية الإعلامية، متجاوزاً
البروتوكول المعتاد لوصول رؤساء الدول، ودون أي مراسم استقبال رسمية أو ظهور أمام
المدخل الرئيسي للجناح الغربي حيث كانت تنتظر عدسات المصورين.
وبرغم التكتم الذي أحاط بالساعات الأولى من الزيارة، أكد مسؤول في الإدارة
الأمريكية أن اللقاء بين الرئيس دونالد ترامب والشرع قد انطلق بالفعل داخل البيت
الأبيض.
وتعد الزيارة الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض في التاريخ
المعاصر، في لحظة يُنظر إليها على أنها محطة سياسية حاسمة في المنطقة، بعد عام شهد
صعود الشرع إلى السلطة أواخر العام الماضي، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن الملف الأمني سيتصدر جدول المناقشات، في ظل
رعاية واشنطن لمباحثات بين دمشق وتل أبيب بشأن تفاهمات أمنية محتملة، إلى جانب خطط
تتعلق بوجود قوات أمريكية في قاعدة جوية قرب العاصمة السورية.
كما تشير التوقعات إلى أن دمشق ستعلن رسمياً انضمامها إلى التحالف الدولي
الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، وهي خطوة كانت تبدو غير
ممكنة قبل أعوام قليلة.
قالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن الولايات المتحدة أكدت مجدداً
دعمها للتوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل، وسوريا يهدف إلى تعزيز الاستقرار
الاستراتيجي.
وذكرت الوزارة أنه بتوجيه من ترامب عقد اجتماع عمل موسع ضم وزير الخارجية
أسعد الشيباني، ونظيريه الأمريكي ماركو روبيو، والتركي هاكان فيدان لمتابعة ما تم
الاتفاق عليه بين الرئيسين الامريكى والسورى، ووضع آليات تنفيذ واضحة له.
وقالت الخارجية السورية: اتفق الجانبان خلال المباحثات على المضي في اتفاق
العاشر من مارس، بما يشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن صفوف الجيش في إطار
عملية توحيد المؤسسات وتعزيز الأمن الوطني.
وعلى الصعيد الاقتصادي، عبر ترمب عن دعم الولايات المتحدة لجهود النهضة
والاستثمار في سوريا مؤكداً التزام واشنطن بالمضي في رفع العقوبات المفروضة بموجب
"قانون قيصر" بما يتيح تعزيز فرص التنمية وجذب الاستثمارات، بحسب
الخارجية السورية.
وأثناء انعقاد المباحثات بين ترمب والشرع، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية
تجديد تعليق العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر على سوريا جزئياً لمدة 180 يوماً،
موضحة أن "تعليق العقوبات يستثني بعض المعاملات التي تشمل روسيا وإيران".




