كان الفتي مسعود أبو السعد ، شاب وصولي ذو طموح قاتل ، حيث إستطاع تقلُدْ المناصب الرفيعة ، عن طريق الوساطات وإستغلال معارفه وعلاقاته النسائية ، وما رأيناه من وعوده الخادعه بالحب والغرام لمدام فِنطاس رغم كبر سنها ، وتهلهل جمالها وتدني أنوثتها وتقهقهر قوامها وزوال رشاقتها وظهور آثار الشيخوخة علي وجهها الذي كسته التجاعيد ، إلا أن مسعود كان يُغازل العجوز فِنْطاس بالكلام المعسول ليأسر قلبها الراغب في الحُب كي ينتعش من جديد ، وكذلك ليُراضي عواطفها العليلة التي أصابها الركود واليأس ، حتي ذابت فِنطاس في بحرهوي مسعود ، فكانت تتوسط له عند زوجها فِنطاس بيك ليُرقيه لأرقي المناصب .
إرتدي مسعود أبو السعد ثوب الدهاء وخدع أهالي حارته ودائرته البسطاء .. فكان مسعود ينزل من سيارته المرسيدس الفاخرة علي مقربة من مدخل حارته ، ثم يخلع جاكت بدلته الأنيق ، ليرتدي جاكت بدلة مُهلهل وكرافته قديمة جداً، ثم يركب دراجة هوائية عفي عليها الزمن، ويدخل بها الحارة فيستقبله الفقراء والعامة بالهتافات ، حاملين إياه علي أعناقهم ، فرحين به ظانين أنه ذلك البائس الفقير الذي يُعبرعن حالهم ومعاناتهم !!
• بل ويزعم المُحتال المُرائي مسعود أبو السعد ، أنه ترك مشاغله ومصالحه ، بسبب هاتف دعاه في مَنامه للترشح للبرلمان لخدمة مساكين دائرته طواعية لله ، وليس رغبة منه بنيل سلطة أو منصب ، ويظل يخطب ويتباكي ويصرخ ليكسب وُد المساكين ويُحرِك عواطفهم النظيفة تجاهه ليصدقوه ويؤيدوه ، فيهتف البسطاء " يحيا الفقير مسعود" ،" يعيش الفقير مسعود " .
• ثم يعقب ذلك المشهد، مشهد يُفصح عن فضيحة لكذب مسعود أبوالسعد المرشح المُخادع ، بظهوره في إحدي الحفلات العامرة بأشهي وألذ الأطعمة ومن حولها زجاجات الخمر، ويظهر مُرتدياً بدلة باهظة الثمن ..فكيف أنه الفقير مسعود ، وهو المُتنعم في حياة البزخ والغني الفاحش ؟!
• وفي المؤتمر الإنتخابي لصاحب شعار النفاق في أرض النفاق ، يتظاهر مسعود أبو السعد بالغضب ، ويصرخ مُكذِباً مَنْ يتهمونه بالعيش في حياة الغني والإسفاف ، مُدَعياً أن حياته كلها فقر وجفاف !!
• ولعل شخصية مسعود أبو السعد التي قوامها النفاق ، هي المُمثلة والمُعبرة عما تحمله كثيرمن نوايا مرشحي البرلمان من قُبح وخِداع وخيانة للوعود في زمننا هذا ، فأمثال هؤلاء توسوس لهم شياطينهم لينتهجوا دروب الكذب والرياء للوصول لجاة أو سُلطان، رغم زعمهم بأن السعي لعضوية البرلمان ، خالص لله وقصداً للثواب وقضاء حوائج أصحاب الحاجات.. والله برئ مِنْ الذين يتخذون الإحتيال سبيلاً لأجل منصب أو حصانة مؤقتة.. المُتكالبون لأجل دنيا فانية بمناصبها ونعيمها ومتاعها.
• [email protected]