القبض على المطرب "عمر أي دي" بتهمة نشر فيديوهات خادشة
نتنياهو: معظم الفلسطينيين في القدس اليوم جاؤوا إليها بعد جدي (فيديو)
مداهمة وكر دعـ.ارة في العجوزة ومفاجأة صادمة بشأن المتهمين
شاهد.. جراح يتعصب وينسحب من غرفة العمليات ويترك المريضة لسبب صادم
كان حلم والله.. صاحبة ترند العريس مهندس الميكانيكا تفجر مفاجأة: بنتي حياتها هتدمر(فيديو)
براءة المتهمين في واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات
إحالة أوراق فني تكييف للمفتي بتهمة هتك عرض 3 صغار
لحق بشقيقه حزنًا عليه.. وفاة التيك توكر أمير أسمع
تحدث معه بحدة وبيشوح بيده.. ماكرون ينفعل على ترامب بسبب الحرب على غزة
فيديو كشف ما حدث.. نجل الفنان أحمد رزق يعتدي على نجل رجل أعمال ويخرم طبلة أذنه
أصبحت مهيئا مع أي خطاب للرئيس الفرنسي ماكرون ألا أستمع لخطاب حداثي يبين للعالم أنه لم تعد هناك تفرقة عنصرية ، وأن شعوب الأرض ينبغي أن تتمتع بكافة الحقوق الإنسانية ، وأن الرجل الأبيض والرجل الأسود ينتميان إلى عالم تسوده قيم العدالة والمساواة. أصبحت الآن مهيئا للاستماع إلى رجل قادم من سراديب التاريخ وحفريات القرون الوسطى وعصور الظلام ، فهو وإن كان يرتدي ذلك المعطف الأنيق، فإن رأسه مازال محشوا بالأفكار البالية والمصطلحات القديمة التي تتخذ من الآخر موقفا عدائيا واستعلائيا . وليس الأمر كما يروج بعض الكتاب والمفكرين بأنه موقف من الإسلاميين الراديكاليين ، وأنهم لو كانوا أكثر تحضرا وتقدما ، لكان خطابه مختلفا ، فالموقف الغربي من نبي الإسلام لا علاقة له بالحالة الحضارية للأمة الإسلامية ، بل هو موقف من النبي ذاته بعيدا عن الظرف التاريخي ، وهو موقف قديم منذ التصادم الأول بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة الإسلامية ، حتى اعتبره البعض ، أي نبي الإسلام (مسيحيا مهرطقا) خارجا عن تعاليم المسيح ، وأن الإسلام هو مجرد هرطقة مسيحية . لكن هذا الموقف العدائي من النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يتطور مع الوقت ويتخذ مناحي أخرى تتسم بنوع من التهكم ، ومنها ما خطه دانتي أليجيري Dante Alighieriفي الكوميديا الإلهية Divine Comedy، وفي أناشيد رونالد ، وما ذكره فولتيرVoltaire في بعض مسرحياته ، ومنها مسرحية التعصب le fanatismeعلى الرغم من تراجعه عن ذلك في مراحل متأخرة من حياته . وفي الجانب المقابل ، فإن هناك الكثير من الكتابات الغربية لكبار المفكرين الغربيين التي تعاملت مع النبي بحب وإكبار ، ومنها كتابات لامارتين وفيكتور هيجو وجوته وغيرهم . وبعد انتهاء الحقبة الاستعمارية ، ومع التطور التكنولوجي ، وتزايد أعداد المهاجرين إلى أوروبا و المتحولين إلى الإسلام ، أصبح المسلمون يشكلون جزءا من النسيج المجتمعي بتنوع اتجاهاتهم من الراديكالية المتشددة إلى العلمانية المتحررة . وقد كنا نتصور أن هذا التعدد الثقافي هو مظهر حضاري من مظاهر الحضارة الغربية الحديثة والعلمانية الغربية التي لا تهتم كثيرا بالشكل الديني بقدر اهتمامها بالمنتج العلمي و التكنولوجي ، لكننا كنا نفاجأ من وقت لآخر بمحاولات تحرش علمانية بالآخر المغاير ثقافيا ، وقد كانت حادثة البوركيني الشهيرة على شواطئ مدينة نيس الفرنسية عام 2016، عندما أجبرت شرطة فرنسا امرأة مسلمة ترتدي البوركيني على خلع ملابسها ، كانت حادثة لافتة للنظر في دولة تتباهى بعلمانيتها . ومع بروز تيارات و أحزاب اليمين المتطرف ،وبعض الكتابات التي تحذر من الغزو الناعم للثقافة العربية والإسلامية للقارة الأوروبية حتى أطلق البعض على أوروبا " يورابيا" مثل الكاتبة اليهودية بيت يؤور ، وتحذيرها من تلاشي الهوية الغربية في مقابل الثقافة الإسلامية ، كانت هناك ردود أفعال متشنجة تجاه التحول (الناعم ) في الثقافة الغربية حتى أعيد طرح سؤال الهوية مرة أخرى في المجتمعات الغربية ، وعلى الرغم من أن إثارة تلك القضية على المستوى الجمعي أمر مشروع ، فإنه بدلا من مراجعة ملامح ومرتكزات وأدبيات العلمانية الغربية ، نطالب نحن –المسلمين- بمراجعة ثوابتنا الدينية ، كي نقبل إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية بدعوى تجديد الخطاب الديني ، ولا يحاول هؤلاء أن يجددوا خطابهم العلماني مع تلك التحولات الثقافية و الأيدلوجية الجديدة التي يشهدها العالم . ولم تجد العلمانية الغربية (المزيفة) حلا لأزمتها إلا استدعاء خطاب القرون الوسطى و محاكم التفتيش . لقد أصبح خطاب ماكرون شبيها بما كان يقوله الحكام و الملوك المتعصبون وقادة الحملات الصليبية من أمثال لويس التاسع في مواجهة الإسلام. لكنني أود في النهاية أن ألفت النظر إلى الخلفية السيكولوجية وراء الموقف الغربي المتشنج ، حيث إن وهم استعلاء العقل الغربي على الآخر الثقافي ، ذلك الوهم المغروس في العقلية الغربية بدأ يتهاوى أمام هزيمته الثقافية الناعمة في عقر داره ، وهو الأمر الذي يجعله يتصرف بهذه الطريقة المتشنجة والتي لن تؤدي إلى شيء إلا مزيد من التراجع الثقافي أمام المد الإسلامي ، مما يفرض عليه أحد خيارين لا ثالث لهما : إما القبول بالأمر الواقع أو المواجهة ، ويبدو أنه اختار المواجهة بقيادة ماكرون السادس عشر .