شغلني كثيراً مشهد أقماع البامية داخل سلة المهملات ، وقد دار في ذهني عدة تساؤلات عن سِرإقدام الموظفات المُبجلات ، علي ترك مهام أعمالهن ، والتفرغ لتقميع البامية ، بكل طمأنينة ، دون خوف من عقاب رب العباد علي إهمالهن لأعمال قد كُلفْنَ بإنجازها !!
كيف تجرأت موظفات المصلحة علي إستعمال مقرعملهن لأجل تجهيز طعامهن وطعام أزواجهن وأولادهن ، وقد إعتبرن أن مقر المصلحة بمثابة مطبخ كبير ، فإستباحت كل واحدة منهن ، القيام ببعض الأعمال المنزلية كتقميع البامية و تخريط الملوخية و حشو المحشي و تقوير الباذنجان ، ربما مستعينات ببعض الأدوات المطبخية كالأطباق والسكاكين ، غير مُستنكرات لذلك السلوك المُشين ؟!!
بالفعل كنت مُندهشاً من ذلك الإهمال الرهيب الموجود داخل تلك الجهة الحكومية ، في ظل عدم وجود مُتابع أو محاسب لكل مُقصر، لمعاقبة أصحاب الفساد والتسيُبْ ، فيسود الإنضباط والجدية !
وعندما كنت أُشاهد مشهد تقميع البامية داخل المصالح الحكومية ، علي شاشات السينما أو التليفزيون ، كان يُحدثني عقلي بأن مثل هذه المشاهد بها شيئ من المُزايدة أو المُبالغة ، فمَنْ يُصدق أن موظفات رشيدات يقدمن علي تحويل مقر عملهن إلي مكان لإعداد الطعام دون أدني حياء .. ولكن شاءت الأقدار، لأري بعيني ، ما ظننته - يوماً ما - كذباً أو من وحي صُناع السينما والدراما !!
والعجيب أن سيدات البامية الفُضليات ، غادرن مكان عملهُن الحكومي تاركات نفايات البامية ، وكأن المؤسسات الحكومية مأوي للنفايات والمهملات!! إنني أتحدث عن حالة إستهتار عُظمي أصابت سيدات فارغات من الحكمة والتريُث .. بأن تترك كل مُوظفة ما اُسنِدَ إليها من مهام عمل ، ترتبط بتسهيل خدمات ومصالح للمواطنين ، داخل جهة حكومية ليست هينة الشأن ، وذلك لأجل أن تُبرهِن مُوظفة أو أخري بأنها سيدة بيت وطاهية ماهرة !!
وإذ ربما أن مُقمعات البامية داخل مقر المصلحة الحكومية ، لم يجدن مهام عمل لتنفيذها ، فلجئت كل واحدة منهن لشغل وقت فراغها سواء بتقميع البامية أو بما هو أعجب وأبشع من ذلك سلوكاً وفِعلاً !!
FB : [email protected]
Email: [email protected]